احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

تفاصيل رحلة الموت آلى الحياة

كان الموت يقرض أطرافها فيتملكنا الخوف والبكاء. كان يهددنا كل يوم في خضم الجوع والصمت الذي عانته أمي شهرا. المنية الوفية واقفة على باب الغرفة تنتظر الزيارة ونحن نحاول ردها بدون قوة. كنا نحتسي عند أمي كل صبح فنجانا كالسم من مرارة فاجعتنا بها ونسكب كثيرا من سكر التفاؤل والأمل في أن تعود كما كانت. الموت نراه ينهش كل يوم من أعضاءها عضوا فنطارده في ممرات المستشفى مذعورين نستصرخ كل أحد ونعجز عن ملاحقته كان سريعا كالضوء. نمسك ببنادق من أمل لنطلقها على الموت المتخفي في زوايا المكان فلا تصيب إلا اليأس المحدق بنا حين ننظر في عينيها فيخر صريعا فتنتعش فرحتنا بأنها حتما ستعود معنا إلى البيت. وقف الموت على رأسها وصار أكثر التصاقا بها منا. واحرص على مداواة أوجاعها منا. خلال وقفته تلك معنا كان يناولنا جرعات من الرضا والصبر ويقنعنا بأنه لا يسلبها إلا المرض والعجز والتعب. وهو سائر بها صوب الحياة الى حيث الراحة والنعيم ستنتهي أوجاعها وتسعد بأمر مولاها لكننا كنا قساة جدا ردنا عليه أذهله: نريدها فحسب عاجزة مريضة لأيهم المهم أن تبقى من أجلنا لا من أجلها. عندها همس الموت في أذنيها بشيء لم نسمعه. لكنها نظرت إلينا ودعتنا وودعت معنا تعبها ومرضها والعجز الذي طالما كرهته. ثم غادرت جسدها في هدوء. صوب نعيم أبدي. ترى هل تشتاق إلينا كما نشتاق أم أنه لا ينغض سعادتها شيء !؟. لتكوني أمي في فردوس الجنان تسعدين.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق